الرئيسية » , , » امرأة خاصمها القدر - القسم السابع عشر (( 4 ))

امرأة خاصمها القدر - القسم السابع عشر (( 4 ))

بقلم : صالح سعد يونس - نشر فى : الخميس، 21 مارس 2024 | الخميس, مارس 21, 2024

 


 

صباح اليوم التالى ذهبت مع الفتيات إلى البئر .. كان يقع وسط منخفضٍ صغيرٍ وضعت على فوهته صفيحةٌ من الزنك وعززت بقطعةٍ مربعةٍ من الخشب فوقها بعضٌ من الأحجار .

حين وصلن كان عثمان يسقى الغنم وكان قلب مريم يكاد يسقط خوفاً على الرجل الذى يضع قدميه عند الفوهة تماما وينحنى مدلياً الحبل الذى ينتهى بدلوٍ من الصفيح .. يحرك الحبل حتى يحس به يشده إلى أسفل ثم يرفع الدلو ويسكب الماء عند يده اليمنى مصغياً السمع ليعرف ما إذا كان الماء قد اندلق في الأحواض الحديدية أم أنه ذهب سدىً في الأرض .

ظلت تحوم حوله قلقةً بينما هو يضحك منتشياً ويحرك إحدى قدميه فوق الفوهة مباشرة مثبتاً جسده فوق ساقٍ واحدة .. تهب هى نحوه ممسكةً به من كتفه فيزداد ضحكاً وتتضاحك من حولها الفتيات الثلاثة فجرة ونجمة وزاهية اللائى خرجن من المدرسة بعد رسوبهن المتكرر فيما كان الأولاد بالمدرسة رغم رسوبهم المتكرر أيضاً ! .

عدن بعد أن ملأ عثمان القرب والبراميل بالماء .. هتفت زاهية وهى تنوء من ثقل الحمل بينما بدأت السماء تتلبد بغيومٍ رماديةٍ :

-      أسخف شىء هو ملء القرب والبراميل .. أوف .. متى يحن الله علينا ونتخلص من هذا العناء ؟ .

-      عندما تتزوجين (( ردت فجرة ممازحة ))

-      أنا لن أتزوج أى رجل .

   - هه .. إصبرى حتى يأتيك ولد الباشا ! .

   - خلاص يا بنات فكّنّا من المناقرة .

قالت مريم وهى تحمل القربة فوق كتفها الأيمن .. تضاحكن لكنهن ابتلعن ألسنتهن حين رأين الشيخ وهو يخرج مستنداً على عكازه ليسرى عن نفسه الشعور بالملل . 

------------------------------------------------------------

اللوحة للفنان : عماد أبو شتيه

---------------------------------------------------------------------------------------------------------


صالح سعد يونس
كاتب وأديب ليبى
مؤسس الموقع
| يمكنك متابعتي على: | |
---------------------------------------------------------------------------------------------------------

+ آراء وانطباعات + 2 آراء وانطباعات

24 مارس 2024 في 9:19 م

رؤؤؤؤؤؤؤؤعة

2 أبريل 2024 في 9:04 م

يبدو لى أنها رواية رائعة

إرسال تعليق