الرئيسية » , , » امرأة خاصمها القدر - القسم السابع عشر (( 3 ))

امرأة خاصمها القدر - القسم السابع عشر (( 3 ))

بقلم : صالح سعد يونس - نشر فى : الخميس، 14 مارس 2024 | الخميس, مارس 14, 2024

 

في طريق العودة .. كان الضيق واضحاً على وجه فتحى فهو لم ينبس ببنت شفة مذ خرجا من بيت الأسطى :

-      ما بك ..؟ .

-      لا شىء .

-      تبدو متضايقاً ! .

-      قلت لك لا شىء .

هل يعقل أن يكون زعلان من سيدى ..؟ .. لكنه يعرف أنه مريض ولا يقو على الجلوس طويلاً .. ربما سمع كلمةً من أمى ضايقته .. هيه .. أمى لا تكف عن الثرثرة والدعاء بسبب وبدون سبب .. مالها والخلق .. لكن المسكينة لم تفه بشىء فأنا لم أفارقها لحظة .. كنت معها طوال الوقت .

فزعت على صوت مكابح السيارة فقد كاد فتحى يخرج عن الطريق وهو يهم بإضرام النار في لفافته الثالثة ..! .

أخذت وقتاً حتى لملمت نفسها وانتظم الخفقان بقلبها .. خلال ذلك كانت المركبة تقطع الإلتواءات والمنحدرات الوعرة صوب البيت .

كانوا نائمين جميعاً .. دفع فتحى الباب بعنف فسقط المسمار المعقوف الذى يثبته من الداخل .. أعاد المسمار إلى موضعه وأغلق الباب ثم ولج وراء زوجته إلى الغرفة .

بدأت قطرات المطر تنثال فوق الصفيح حين دخلا فراشهما وعلا عواء الذئاب من الرابية المقابلة .. لم تقدر مريم أن تلتصق به كما كانت تفعل في السابق فانطوت على خوفها وظلت ترقبه وهو يدخن ويحدق بالسقف متجنباً النظر باتجاهها . 


 

كان مطراً خريفياً لم يدم سوى لدقائق ثم توقف .. التفت فتحى إلى زوجته وقال بلا مقدمات :

-      مريم .. أريد الصنيبرة .

لم تجب .. كانت تنظر إليه باستغراب لا تدر هل هو جاد أم تراه يمزح كمدخل لحديث يمسح به ما أصابها من كدر بعد أن كانت فرحة بأمها :

-      لم لا تردين ..؟ .. أنا أكلمك .

-      سمعتك .. في الصباح سأجهزها لك .

-      لماذا تكلمينى بهذه الطريقة .. إذا لم يكن الأمر عن رضاً وطيب خاطر فلا ..........................

-      أنا من يجب أن تسأل .. مذ خرجنا من عند أمى وأنا أسألك وأنت لا تجيب ..؟ .

-      أنا متضايق من أمر البيت الذى أوصلنى إلى بيع ذهبك .. ما كنت أريد أن يصل الأمر لهذا الحد ولكن اطمئنى .. بثمن الصنيبرة سأشترى بعض الآثاث وإذا قدرنى ربى سأرجعه لك وسأشترى لك أفضل منه .

ابتسمت بارتياحٍ وقالت فيما بدأ المطر ينقر بخفةٍ فوق الصفيح مجدداً :

-      المهم عندى هو راحتك ما كنت لأسامح نفسى إن علمت أنك تستلف من الناس وذهبى موجود .. الذهب جعل أيضاً لمثل هذه الظروف .. (( صمتت لحظات ثم قالت مغيرةً مسار الحديث )) .. أليس الوقت باكراً على المطر .

رد وهو ينزلق في فراشه ويده تزحف ببطء :

-      ليس باكراً .. إنه اكتوبر .. بعد أيام سيبدأ الناس بالحرث .

---------------------------------------------------------------------------------------------------------


صالح سعد يونس
كاتب وأديب ليبى
مؤسس الموقع
| يمكنك متابعتي على: | |
---------------------------------------------------------------------------------------------------------

+ آراء وانطباعات + 1 آراء وانطباعات

2 أبريل 2024 في 9:05 م

متشوق للوصول إلى النهاية

إرسال تعليق