الرئيسية » , , » امرأة خاصمها القدر - القسم السابع (( 5 ))

امرأة خاصمها القدر - القسم السابع (( 5 ))

بقلم : صالح سعد يونس - نشر فى : الثلاثاء، 5 نوفمبر 2013 | الثلاثاء, نوفمبر 05, 2013

فى الصباح استفاقت مريم والأولاد على صراخٍ شديدٍ وهرجة كبيرةٍ .. كان الأسطى يجثم فوق زوجته يضربها بعنف وهى تصرخ وتشتم وتدعو .. بكى الأولاد نجية وسعيد وبعد أن طار النوم من عينى سعد بكى أيضاً .. فيما كانت مريم تضمهم وتقف بجسدها النحيل كيلا يخرجوا إلى ميدان العراك ((حيث المنور )) .

اللآلىء كبيرة تتساقط على خديها كحبات البرَد .. تنزلق من العينين .. تحفر أخاديد على الخدين وتواصل الإنحدار حتى أسفل الذقن .. بعضها يتساقط فوق رؤوس الأطفال وهى تضمهم بركبتين مرتعشتين .. وبعضها ينزلق ناحية الصماغين ويحفر داخلاَ الفم بطعمه المالح .
تزداد القشعريرة بجسمها وهى تتذوق طعم الملح ثم تبرك على الأرض منهارة من الخوف والبكاء فيزداد اختناق الأولاد وتجود عيونهم الصغيرة بمزيد من الدمع .
خرج الأسطى غاضباً بعدما أشبع زوجته ركلاً وضرباً حتى صار وجهها منتفخاً مبقعاً بالدم والكدمات وكأنما وضع داخل خلية من النحل الثائر .. بكت المرأة .. طويلاً بكت وشتمت ودعت .. والأولاد من حولها يبكون ومريم تعالج الجروح وتمسح خيوط الدم بخرقة مبللة .
كل شىء الآن انتهى .. قال الأسطى كلمته التى دارت طويلاً بخاطره وعصفت بصدره وتدحرجت عدة مرات على لسانه فيكبحها فى آخر لحظات .. لكنها الآن خرجت .. انزلقت وهبطت من بين شفتيه الغليظتين عالية مدوية مؤلمة : (( أنت طالق )) .
خرج بعدها كالمسعور يلهث .. كمن ارتكب جرماً أو فضيحة .. نعم هى فضيحة .. فضحه الغضب فقالها .. ظن أنه سيرتاح من الصداع لكنه يعرف أن ما يربط بينهما حبل غليظ من ليف ومعدن لا يمكن قطعه .


فاح الخبر فى الحى .. حملته الأفواه إلى المدينة .. ثم إلى قرنادة وشحات  .. تدخل كثيرون للصلح .. مراجع وعمر وأمه مرضية وأخوة سدينا لكن كل الجهود تبددت ونثرتها رياح العناد .. ضاعت كما يضيع فى الرمل الماء . 

+ آراء وانطباعات + 2 آراء وانطباعات

قارىء مثابر
8 نوفمبر 2013 في 4:17 ص

رواية جميلة جدا ومؤثرة بس الحزن فيها طاغى بشكل كبير , أنا قرأت أغلب الأجزاء وسأكمل قراءة البقية وسأنتظر نشر بقية الأجزاء .
شكرا لك وسلم قلمك

11 نوفمبر 2013 في 10:51 ص

أهلا بك أخى القارىء المثابر وسعدت بمرورك العطر

إرسال تعليق