تروى القصة حكاية رجل فقير نخر الجوع أعضائه وهد كيانه لدرجة انه ينكر
صورته حين يشاهدها فى المرآة !! .. وتأخذه الأفكار وهو واقف أمامها فيتذكر صديقه
اليتيم الذى يعول إخوة صغارا ومع ذلك فهو يعمل ويكد ليوفر لهم بعض ما يسد الرمق ..
وهنا يكمن جوهر القصة وهنا يتجلى الفارق بين رجل فقير ولكنه لا يسعى للعمل ويريد
الحصول على كل شىء بسهولة فيضطره هذا إلى ارتكاب الآثام فيسرق ويكذب ويغتاب ..
وبين رجل فقير ولكنه يعمل ويكد ليقهر الفقر .
وللأحلام دورها الذى لا يمكن إغفاله فى القصة .. فالحلم هو وسيلة
العاجزين فى مثل هكذا ظروف فيتخيل نفسه وهو فى الفردوس وفوق العرش ومن حوله الخدم
والحشم .. لكنه ما إن يرفع رأسه حتى يصطدم بالمرآة فتعيده إلى واقعه المر .
كما يبرز الضمير فى صورة الميزان الذى يحرك الساكن ويأتى إليه بذنوبه
.
القصة ترسم ملامح مجتمع بأسره فالبطل هنا ليس سوى رمز لمجتمع بأكمله
نخره العجز والفقر والذنوب .
لقد وفقت الكاتبة فى تصوير المشهد بأسلوب سهل ممتع فصورت لنا حكاية
ذلك الرجل الفقير مع مرآته بأسلوب قصصى وبأدوات كاتبة تضع خطوات واثقة على درب
كتابة القصة .
البيضاء – ليبيا
2013.10.29
إرسال تعليق