الرئيسية » , , » امرأة خاصمها القدر - القسم الثانى عشر (( 3 ))

امرأة خاصمها القدر - القسم الثانى عشر (( 3 ))

بقلم : صالح سعد يونس - نشر فى : الاثنين، 8 يونيو 2015 | الاثنين, يونيو 08, 2015

كانت صحة الطفلين رائعة وكانت ثيابهما نظيفة وهذا أعطى انطباعاً جيداً لمريم بأن زوجة الأسطى حقاً امرأة طيبة متهللة الوجه كما سمعت عنها .. كريمة كانت فى إسمها وطبعها .

-      أنا مطمئة عليهما بعدما رأيت وعرفت قدر طيبتها .. لو رأيت كيف تعاملهما وكيف يحبانها لقلت محال أن تكون هذه زوج أب .
-      هذا لأنها لم تنجب .. لو كان لديها أولاد لما سلما من أذاها .
-      تشعرين وأنت معهم براحة كبيرة وترين الطيبة تنقط من جباههم .
-      ام م م .. باهى .................
صمتت مريم حين رأت الإمتعاض فى عينى أمها .. أخرجت من الصرة كيساً ومنه التقطت فستاناً صغيراً أبيض لنجية وآخر أزرق لها وسورية سماوية شفافة الكمين مرشوشة بنقوش فضية لأمها .
ألبست أختها الفستان .. كان كبيراً بعض الشىء :
-      كويس كويس .. الكبير خير من الصغير .
نطقت أمها فى غير رضىً لكن مريم تجاهلتها ونهضت حاملة هديتها ودخلت إلى الغرفة تاركة والدتها تزحر مع ذكرياتها وتتلقف جرحها الوفيرة وهى تلفلف السورية وتضعها جانباً .
المهم هو النتيجة إذ صار بمقدور مريم أن تطفىء لهيب الشوق لأخويها متى عن على بالها ذلك غير أن الأم العنيدة ظلت ترفض الذهاب أو الإرسال فى طلبهما فهى تدرك تماماً ما سيحصل إن سمحت بغلطةٍ كهذه .. كانت دائما تقول :
-      فليبقيا بعيداً عنى فهذا أفضل لهما ولى .
-      تبدين قاسية .. ما حسبتك بهذا الجفاء ؟! .
تصعقها ابنتها فتشتعل غضبا وهى ترد بصوت عالٍ :
-      تقولين لى أنا هذا الكلام أيتها البنت الـ........... أنت لا تعرفين معنى أن أكون أماً .. لست قاسية ولكن إذا سمحت لنفسى برؤيتهما وسمحت لهما برؤيتى أكون قد هدمت كل شىء .
-      ماذا تعنين ..؟ .

-      إذا رأيانى تفتح بقلبيهما حنين لن يهدأ أبداً .. أنا أيضاً قد لا أستطيع التغلب عليه لهذا فالحال هذه أفضل لى ولهما .. وبعدين خلاص العطلة قرَبت . 
--------------------------------------------------------------------------

صالح سعد يونس
كاتب وباحث وإعلامى
مؤسس الموقع
| يمكنك متابعتي على: | | | | .
---------------------------------------------------------------------------

إرسال تعليق