الرئيسية » , » أنثى الرحيق .. تقدمة للواقعية وتأريخ للأشياء - بقلم مفتاح الشاعرى

أنثى الرحيق .. تقدمة للواقعية وتأريخ للأشياء - بقلم مفتاح الشاعرى

بقلم : صالح سعد يونس - نشر فى : الأربعاء، 29 أغسطس 2018 | الأربعاء, أغسطس 29, 2018



بقلم : مفتاح الشاعرى
____________________________________________________________________
(( لكنه عندما يغادر .. نكتشف أنه أخذ الراحة من النفس ليجعلنا نفكر .. نرتب .. نبدل الأماكن .. نغير أوضاع التماثيل )) .
د .. على الراعى
***    ***    ***    ***    ***
أنثى الرحيق .. هى المجموعة القصصية الصادرة هذا العام (( 2007 )) للقاص الشاب صالح سعد يونس وتحتوى على (( 12 )) قصةً قصيرةً اتخذت فى مجملها رؤيةً شموليةً لشبه سيرةٍ ذاتيةٍ لحياة المؤلف تحكى واقعية المحيط والزمان معاً .
وهى بالمناسبة ليست المجموعة الأولى فقد سبقها أعمالٌ أخرى منها ما تم نشره وأخرى فى انتظار الطبع أو مخطوطة اتخذت فى مجملها عناوين اتحدت على عفوية الواقع وهى :
·       صور باهتة
·       الحجر الأصفر
·       أنثى الرحيق
·       قطعة حلوى
وفى مجال الرواية :
·       إمرأةٌ خاصمها القدر
·       وردة الخريف
·       مخالب القهر والجوع والعطش
·       طقوس الحب والحرمان
وأنثى الرحيق شملت عناصر الراوى العليم الكافية لوضع المتلقى فى حضرة عالمٍ طفولىٍ أكثر منه عالمٌ آنىٌ أو حاضرٌ مباشر .. هدف فيها القاص إلى بعث هذا الطيف من الماضى المفعم بالنكهة المعتمدة على مخزون الذاكرة متناغماً مع الإسترسال فى استرجاعٍ ذاتىٍ مقارنٍ دوّن من واقع حياة القاص بذاته .
هناك فى الجانب الآخر من المجموعة القصصية هذا الإحتفاء العفوى بالتراث المتأصل فى حياة البادية التى جاء منها القاص .. يتضح للقارىء المتمعن عناصر أخرى من مسمياتٍ شاء القاص أن يبعثها من مكامنها عبر أسماء نباتاتٍ وأشجارٍ وأشياء محيطةٍ أخرى بقصدٍ أو بغير قصد .. وهى بذلك تؤرخ لمصطلحاتٍ وأسماء بدوية خالصة تتوهج عبر الصفحات وتأخذ أماكنها لتصبح سطراً من معجم كلماتٍ بدويةٍ أصيلة :
-      فى المساء .. عندما تصطبغ أشعة الشمس باللون الذهبى الذى تقطعه شرائط برتقالية ودوائر صفراء نستعد لوجبة (( عصورٍ )) شهيةٍ .. أمارس حقى باعتبارى الأكبر سناً فى إعطاء الأوامر .. أرسل أخى وشقيق نوارة ليسطوا على (( جنان )) الحاج رحومة .. فيما أهتم أنا بجمع حبيبات البطوم الطازجة وتقوم نوارة بإعداد الـ(( قليّة )) والشاهى .. ننصرف بعدها إلى اللعب بـ(( الصقورة )) وجمع حبيبات الـ(( زّمباع ))[1] .
وتأسيساً على العرض فإننا سنسلم بأنه سوف يحكم الكثير من النقاد على المجموعة القصصية – موضوع هذه الورقة – مجتمعين فى آرائهم على أنها تقترب فى مواقع معينةٍ من المقالة القصصية .. أو الحدث العفوى المتوقع مسبقاً حدوثه .. والبعد عن حبكة القصة القصيرة المغالية فى التطاول عبر النقص القصصى .
لكننى أرى من وجهة نظرى أن الهدف المراد الوصول إليه هو موضوعية الحدث وربطه بوقائع حياتيةٍ بسيطةٍ تصل إلى نوعٍ من النقاء الروحى الموغل فى الذاكرة لأغلبية المتواجدين فى المحيط .. وليدل بشكلٍ صريحٍ على أن النص كما هو الأديب ابن بيئته .
أخيراً .. أصافح القاص الشاب فيما ذهب إليه من واقعية الحدث وتأريخ الحدث .. واضعاً فى اعتبارى أن للقصة مدارس أشدها تأثيراً ولا زالت (( مدرسة الواقعية )) .. فمنها يستمد الأدب المحاكى للصدق الإنسانى المولود الشرعى للأدب برمته .  




[1] من قصة أنثى الرحيق . 

+ آراء وانطباعات + 1 آراء وانطباعات

ayman elghazaly
25 مارس 2023 في 9:05 م


✨🎀✨جميل همسكك 🥀✨🥀 وإحساسكك ✨🎀✨

إرسال تعليق