الرئيسية » , , » امرأة خاصمها القدر - القسم الخامس عشر (( 3 ))

امرأة خاصمها القدر - القسم الخامس عشر (( 3 ))

بقلم : صالح سعد يونس - نشر فى : الاثنين، 10 يونيو 2019 | الاثنين, يونيو 10, 2019

إستيقظ على صوتها وهى توقظه بخفوت ووجل .. كانت قصعة الـ(( عصيدة )) تنتظر .. وكان أبوه وزوجة أبيه وأختاه يجلسون إليها منتظرين .. إغتسل سريعاً وجلس معهم .. تناول شهيته من الطعام واحتسى كوب الشاى وتلذذ بسيجارة الصباح ثم خرج .
قالت سليمة بابتسامتها الماكرة موجهةً الكلام لمريم :
-      سبحان الله كان لا يأتينا سوى مرة واحدة فى الشهر ! .
ابتسمت مريم وهى تقول فى سرها : (( هذا لأنك تقدرينه وتطعمينه اللحم !! )) . 


تذكرت حديثه لها ذات ليلةٍ حينما أخبرها بأنه لم يك يطيق البقاء لأن زوجة أبيه كانت تطمر اللحم ولا تطهوه حتى يذهب رغم أنه كان يرى والده وهو يحضره .. انتبهت على صوت والد فتحى وهو يتنحنح ماداً رجله :
-      الله يهديه .
مسح فتحى سيارته بمنشفةٍ مبللةٍ .. نظفها من الداخل والخارج حتى صارت تلمع تحت أشعة الشمس .. غسل يديه ثم ذهب قاصداً جديه وآل عمه سالم .
دخل من الباب الشمالى الملاصق لغرفة جديه .. تنحنح ولكن لم يك بالغرفة أحد .. سار عبر الصالة نحو الحاجر بخطواتٍ قوية الوقع متنحنحاً بصوت جهورى حتى وصل إلى حوض العريشة الذى يفصل بين الباحتين ثم صاح :
-      السلام عليكم .
ارتفعت الأصوات محييةً وقد اتخذ كل واحدٍ منهم موضعاً مناسباً للإستقبال .. أخذ مكانه بينهم واندمج معهم فى أحاديثهم .
سأله جده :
-      ما زال الشغل بالبيت ؟ .

لم يجب مباشرة وامتص نفساً عميقاً من لفافته قبل أن ينطق :
-      تقدر تقول انتهى ولكن ما زال الآثاث .
-      ما شاء الله .. هانت .
-      ربى يجيب اللى فيها الصلاح . (( قالت جدته معقبة )) .
-      آمين .
-      المهم الراحة (( قال عمه )) حين تكون المرأة ابنة حلال تعيش مع زوجها حتى فى براكة .
-      أى والله . (( قال الشيخ فيما أردفت العجوز )) :
-      والله البنية بنية حلال وأصلها طيب وهى طيبة .
-      صدقت (( قالت زوجة سالم )) بنية طيبة وهادية ما تسمع لها صوت .. المهم الرفق السمح .
تجرع فتحى كوب اللبن بعد أن تلقاه من يد زوجة عمه .. مسح شاربيه :
-      الحمد لله .. لبينة طيبة .
-      صحتين .
قال الشيخ وهو يستند على ذراعه اليمنى :

-      ربى انشاء الله يهدى الأسرار ويهدى العباد ويفرج عن كل مكروب .
-      اللهم آمين .
هتفوا بصوت واحد .. ثم استأذن فتحى وهم بأن يقوم فأمسكه عمه من يديه وهو يقول :
-      اقعد وين ماشى ؟ .
-      مرايف على سيدى عثمان .

خرج إلى براكة عمه عثمان ومكث معه قرابة الساعة وهما يتحدثان ويتضاحكان ويتمازحان .. كان الرجل البصير أكثر حيوية ونشاطاً .. وكان يمتزج مع الجميع بمنتهى اليسر فيتحدثون معه ويمزحون دون حواجز أو حذر حتى سقط لفظ العم مع مرور الزمن فأضحى عثمان بمثابة أخ أكبر لكل أبناء وبنات إخوته وأخواته . 

--------------------------------------------------------------------------

صالح سعد يونس
كاتب وباحث
مؤسس الموقع
| يمكنك متابعتي على: | | | |
---------------------------------------------------------------------------

إرسال تعليق