الرئيسية » , , » امرأة خاصمها القدر - القسم الثانى عشر (( 4 ))

امرأة خاصمها القدر - القسم الثانى عشر (( 4 ))

بقلم : صالح سعد يونس - نشر فى : الخميس، 11 يونيو 2015 | الخميس, يونيو 11, 2015

بالأمس ظهرت نتائج الإمتحانات واليوم أحضر الأسطى محمد ولديه إلى أمهما دون أن يخفى امتعاضه من رسوب الولد الأكبر .
اليوم أيضاً حضر والد مريم .. كانت تجهز سفرة العصور بالمطبخ وهى تغمغم مغتاظة :

-      جاى كيف البخت والسعد مانى عارفة ايش يريد ؟! .
كانت مضطربة حد الكره وترتعش مفاصلها وهى تقف مستندة على الـ(( مصطبة )) الرخامية ثم لم تجد أفضل من الجلوس لتعد الشرمولة .. دخلت عليها أمها :
-      ما زلتِ ؟ .
-      مازلت مازلت .. عليش مستعجلة ؟ .
-      أيش صار لك عطك داهية .
-      ماذا يريد هاه ؟ ألا يكفيه ما عنده من أولاد ؟! .
-      عطك ثردة . (( ردت أمها وهى تبتسم )) .
-      هاه لماذا جاء إذن .. ليتفرج على خلقتى !! .
-      إنه أبوك يا بنت وبعدين هو جاء لأمر آخر .
-      ........................ أى أمر ؟ .
-      سقَدى روحك حتى الشاهى طاب .. (( همت بالذهاب ثم استدركت باسمة )) سأخبرك حينما يذهب .
هدأ وجيب قلبها لكنها ظلت متوجسة وكلام أمها لم يزح الكم كله عن كاهلها .. تدفقت الهواجس والتوقعات إلى رأسها (( زعمه جاى يْرد فى أمى ؟! .. يديرها .. لالا ربما جاء يطلب منها أن تبحث له عن زوجة أخرى ........................ )) .
وضعت أمامه صينية الشرمولة .. همت بالجلوس لكن أمها أشارت إليها بحاجبها وهى تقول :
-      شوفى خوتك حس عيّل يبكى .
خرجت إلى الشارع وعلامات الإستفهام تهرول برأسها دون أن تعثر لها على إجابات .
وقفت عند الباب ترقب الصغار وهم يلعبون بأمان .. تراجعت خطوات وظلت عند باب المربوعة تسترق السمع :
-      والعرب لمن ؟ .. (( نبرت سدينا فجاء رد والدها بعد لحيظات وهو يمضغ ويلوك )) :
-      إنهم من الوسيطة .. عرب كويسين وطيبين والولد متعلم وعنده سيارة .
-      باهى يعنى يشتغل .
-      الراجل عسكرى وحتى هو محسوب قزون وعنده حوش فى بنغازى .. (( بعد لحظات صمت أردف )) كان متزوج من قبل وفارق .
-      قلت لى قزون ؟ .
-      محسوب قزون امه مفارقة وعند راجل آخر واللى فى الحوش ما هيش امه .
ضحكت سدينا وأطالت فى الضحك .. أطال الرجل التحديق بها قبل أن يعالج استغرابه بالضحك كذلك بينما سرحت مريم ممتقعة الوجه وهى تسمع رد أمها : 
-      الراى رايك .. على بركة الله .

تهالكت أمام باب المربوعة .. زحفت على أقرب طراحية محاولة أن تبكى علها تفيق من الصدمة .. (( أبعد كل هذا تتزوج أمها وتتركهم ؟ كيف ولمن تتركهم .. وهل سيقبل الرجل بقاء الأولا مع أمهم ؟ )) .
--------------------------------------------------------------------------

صالح سعد يونس
كاتب وباحث وإعلامى
مؤسس الموقع
| يمكنك متابعتي على: | | | | .
---------------------------------------------------------------------------

إرسال تعليق