تركيا وتبدل المواقف !!

تغير واضح بدأ يطرأ على الموقف التركى باتجاه ليبيا مرده بالتأكيد لأسباب إقتصادية ! .

فى بداية ثورة فبراير لاحظنا تخبطاً واضحاً فى الموقف التركى وعدم وضوح فى سياستها , فمن ناحية كانت تدعم وتؤيد الثورة ومن ناحية أخرى حاولت تقييد وعرقلة العمل العسكرى الذى انبرى له تحالف الأطلسى بقرار من مجلس الأمن الدولى .. حتى أنها اضطرته لوقف عملياته العسكرية مرتين متتاليتين .

حالة التخبط هذه تشاركها فيها الولايات المتحدة التى تبدو دائماً متشككة وشديدة الحذر وغير قادرة على حسم موقفها باتجاه كثير من المواقف والقضايا .

تركيا كانت تطمع بعد إعلان التحرير – الذى جاء متسرعاً – إلى السيطرة الشاملة على ليبيا إقتصادياً وسياسياً وإدارياً ولذلك عملت على توطيد نفوذها وعلاقاتها مع جماعة الإخوان المسلمين ودعمتهم بالسلاح وسعت لزيادة حجم استثماراتها التى بلغت فى السابق نحو 9 مليارات دولار إلى أضعاف ذلك .

الآن .. وبعد أن بدأت الكفة تميل وبدأ العالم يتجه إلى تغيير سياسته نحو ما يحدث فى ليبيا .. وباتت معظم دول العالم تعترف بمجلس النواب المنتخب وحكومته يرسل أردوغان - الذى صرح بالأمس القريب بأنه لا يعترف بمجلس النواب وغير راضٍ عن انعقاد جلساته فى طبرق – مبعوثه ليعمل على تقريب وجهات النظر .

لكن مازالت سياسة تركيا غير قادرة فعلاً على حسم موقفها ومازال الإرتباك والتخبط يعترى مفاصلها فالمبعوث التركى يلتقى مجلس النواب فى طبرق ثم يطير ليجتمع مع عصابة الغريانى وأبو سهمين والسويحلى فى طرابلس ! .

ستحاول تركيا أن تحافظ على مكاسبها واستثماراتها ولهذا السبب بالذات ستضطر مرغمة إلى تغليب مصلحتها والتخلى عن دعم وتأييد الإخوان وأولى خطواتها قد بدأت .